حكى أن شاباً وسيماً يملك المال والجاه، ورغم ذلك كانت حياته رتيبة مملة فكان يشعر بالاكتئاب الدائم.
نصحه أصدقاؤه بالزواج ليصبح سعيداً، فتزوج هذا الشاب امرأة جميلة وقضى معها أياماً سعيدة ولكن بعد مضي بعض الوقت عادت إليه كآبته، ولكنه بقي يمثل دور السعيد حرصاً منه على شعور تلك الزوجة المخلصة الوفية.
فأسر له أصدقاؤه بضرورة إنجاب أطفال يملأون حياته، وأصبح له طفل أنساه إحساسه بالملل لفترة من الزمن، عاد بعدها إلى حزنه وكآبته.
فنصحه أحد الأصدقاء بزيارة رجل حكيم يعيش في قصر جميل على قمة جبل، لكن طريقه بعيد ويحتاج إلى أربعين يوماً لبلوغه وذلك بحثاً عن معنى السعادة الحقيقية.
قرر هذا الشاب زيارة ذلك الحكيم، وتعلل أمام زوجته بالسفر لإنجاز بعض الأعمال حرصاً منه على شعورها.
وعندما وصل قصر الحكيم وجد جمعاً كبيراً من الناس.
انتظر هذا الشاب للدخول على الحكيم الذي أنصت له بانتباه شديد، وطلب منه أن يعود إليه بعد ساعتين نظراً لانشغاله، على أن يقوم بجولة في قصره وأعطاه ملعقة صغيرة فيها قطرتان من الزيت، وطلب منه الحرص على عدم انسكاب قطرتي الزيت.
جال الشاب في القصر وحدائقه وعاد بعد ساعتين.
فسأله الحكيم: هل أعجبتك الحديقة، وهل رأيت السجاد والمكتبة؟
فارتبك الشاب واعترف للحكيم بأنه لم يلحظ شيئاً، بسبب حرصه الشديد على الحفاظ على قطرتي الزيت في الملعقة.
فطلب منه الحكيم أن يعود ويتجول في القصر مرة أخرى.
عاد الشاب وتمعن في جمال الحديقة بأزهارها الملونة وأشجارها الباسقة، وزار المكتبة ورأى مجلداتها وأُعجب باللوحات المعلقة على جدران القصر وبأثاثه الفاخر وسجاده الفارسي.
وعندما عاد الشاب للحكيم روى بالتفصيل ما رآه وأبدى إعجابه الشديد بالقصر.
فسأله الحكيم: وأين قطرتا الزيت؟!
أصيب الشاب بالحرج عندما نظر إلى الملعقة ووجدها فارغة!
ابتسم الحكيم وقال للشاب: إن سر السعادة الحقيقية أن تستمتع بحياتك وتحافظ على ما تملكه من أشياء جميلة ومهمة.
فهم الشاب قصد الحكيم وعاد إلى أهله وعاش سعيداً، يتمتع بلحظات حياته ويحافظ على التوازن بين الأشياء.
ولا شك أن مفهوم السعادة يختلف من شخص لآخر تبعاً لحاجات المرء واحتياجاته، ففي حين يربط الكثيرون السعادة بالمال، يرى الآخرون أن السعادة تكون بالأولاد أو المنصب الرفيع... الخ.
فالسعادة حالة من الإحساس الجميل تجعلنا نشعر بأن الحياة جميلة ومستقرة وخالية من المنغصات والضغوط والآلام.
ولقد دلت دراسات علماء النفس عند دراسة أسباب ومصادر السعادة، أن تحقيق السعادة ممكن وغير مستحيل لأي شخص يعيش على وجه الأرض، بشرط أن يحققها بنفسه وأن يصنعها بيديه.
فالسعادة لا تأتي إلا لمن يطلبها ويسعى إليها.
قد يكون الشعور بالسعادة قصيراً وآنياً مرتبطاً بحدث أو نجاح معين ينتهي بإنجاز الهدف، أي أنها سعادة موقتة أو لحظية، أو قد تكون نتيجة سلسلة من الانجازات والنجاحات التي تتجدد باستمرار، مما يعطي إيحاءات بالسعادة الدائمة.
إن من أنجح الطرق لتكون سعيداً وتحافظ على استمرار السعادة، هو إحراز تقدم ثابت ومطرد لأهداف كنت قد وضعتها لنفسك، لأن في وجود أهداف ذات معنى ومغزى، هو الذي يحقق السعادة وليس مجرد وضع الأهداف وإنجازها فقط.
إن المعنى الأسمى والأشمل للسعادة عندما يكون الإنسان متصالحاً مع نفسه ومحباً ومقدراً لذاته.
فيصل إلى راحة البال والشعور بالرضى، ويكون قادراً على الاستمتاع بمباهج الحياة، وهذا هو المقصود بالسعادة الحقيقية المنشودة.
ولا تنسى أن سعادتك ستتضاعف إذا جعلت من حولك يشاركونك بالسعادة، فالعلاقات الناجحة مع الآخرين تكون مصدراً لسعادتنا وتصبح بها حياتنا أفضل.
وطالما أننا جميعاً نسعى إلى تحقيق السعادة كان لا بد من أن نتبع بعض الخطوات، التي ستُسهل علينا هذه المهمة:
• يجب ألّا تنسى أن سعادتك هي ملك يديك فاصنعها لنفسك، وتحكم فيها ولا تنتظرها من الآخرين.
• يجب أن تحدد دورك في هذه الحياة، وأن تعرف ما تريد وتطمح إليه.
• رسم الخطط الواقعية لتحقيق ما تصبو إليه وتتمناه، خلال فترات زمنية كافية ومناسبة لتحقيق هذه الخطط.
• من الأخطاء الشائعة التي كثيراً ما يقع الناس فيها هو الاستعجال، إن في التحلي بالصبر الجميل وعدم استعجال النتائج يساعدنا كثيراً في تحقيق ما نرغب به.
• لا تستسلم عند ظهور العقبات، فالسعداء لا يستسلمون للظروف مهما كانت بل يستبدلون ذلك بالعمل والمثابرة.
• لا تخشى المخاطرة، ففي كل منا صوت ينصحه ويدعوه بأن يبقى في الخطوط الخلفية وألّا يتقدم نحو الأمام، وهذا عملياً كمن يضع العراقيل في طريقه نحو السعادة.
• ثق بحدسك، فالحدس كثيراً ما يساعدنا في تلمس طريق السعادة، غير أنه يتعين علينا الانصات إليه بانتباه وعدم اختلاق الاعذار والحجج، التي توحي بأن ما نصبو إليه صعب المنال أو مستحيل التحقيق.
• كن إيجابياً في تعاملك مع الآخرين، فسعادة الانسان ترتبط إلى حد كبير بعلاقاته الإنسانية لأن في إتقان فن التعامل مع الآخرين في مختلف الأوضاع والظروف، وبغض النظر عن الاختلافات والخلافات يجعلنا أقرب للسعادة.
• ابتسم وركز على الايجابيات في حياتك، فمع الابتسامة تسير الأمور بشكل أفضل وهذه قاعدة مهمة في السلوك الإيجابي الذي يحقق لنا السعادة.
• عش اللحظة الحلوة بكل تفاصيلها واعمل ما يفرحك، وركز اهتمامك بشكل عام على كل ما يجلب لك الشعور بالسعادة.
• ابحث عن التنوع في العمل والمرح لأن فيه استمرارا للحماس والتجدد والإثارة.
إن السعادة لا ترتبط بجاه ومال أو منصب، ولو كان الأمر كذلك لكان عامة الناس بؤساء وخاصتهم هم السعداء فقط.
وهذا عكس المنطق والعدل، فكم من الفقراء يعيشون حياتهم بقناعة وسعادة، وكم من الأغنياء ضيعوا السعادة بانشغالهم بالمال والمنصب، وكم من المرضى قدمت لهم السعادة والشعور بالرضا العلاج والشفاء.
لذلك نعود فنقول ان المصدر الأمثل للسعادة هو في التواصل مع الذات والآخرين بالشكل الصحيح، لنصل إلى حالة من الرضا والسلام الداخلي.
فلنبحث عن السعادة أولاً في داخلنا، يأتي بعد ذلك النجاح الخارجي ليغلفها ويزينها، ولا تنسى أن الابتسامة المرسومة على وجهك من مفاتيح السعادة، ترسلها للآخرين فترتد إليك وتغوص في أعماق قلبك فيزاد حبك للحياة، وتهون أمامك التحديات. وتذكر أن السعادة قرار.
https://www.alraimedia.com/article/865586/متفرقات/السعادة-قرار
نصحه أصدقاؤه بالزواج ليصبح سعيداً، فتزوج هذا الشاب امرأة جميلة وقضى معها أياماً سعيدة ولكن بعد مضي بعض الوقت عادت إليه كآبته، ولكنه بقي يمثل دور السعيد حرصاً منه على شعور تلك الزوجة المخلصة الوفية.
فأسر له أصدقاؤه بضرورة إنجاب أطفال يملأون حياته، وأصبح له طفل أنساه إحساسه بالملل لفترة من الزمن، عاد بعدها إلى حزنه وكآبته.
فنصحه أحد الأصدقاء بزيارة رجل حكيم يعيش في قصر جميل على قمة جبل، لكن طريقه بعيد ويحتاج إلى أربعين يوماً لبلوغه وذلك بحثاً عن معنى السعادة الحقيقية.
قرر هذا الشاب زيارة ذلك الحكيم، وتعلل أمام زوجته بالسفر لإنجاز بعض الأعمال حرصاً منه على شعورها.
وعندما وصل قصر الحكيم وجد جمعاً كبيراً من الناس.
انتظر هذا الشاب للدخول على الحكيم الذي أنصت له بانتباه شديد، وطلب منه أن يعود إليه بعد ساعتين نظراً لانشغاله، على أن يقوم بجولة في قصره وأعطاه ملعقة صغيرة فيها قطرتان من الزيت، وطلب منه الحرص على عدم انسكاب قطرتي الزيت.
جال الشاب في القصر وحدائقه وعاد بعد ساعتين.
فسأله الحكيم: هل أعجبتك الحديقة، وهل رأيت السجاد والمكتبة؟
فارتبك الشاب واعترف للحكيم بأنه لم يلحظ شيئاً، بسبب حرصه الشديد على الحفاظ على قطرتي الزيت في الملعقة.
فطلب منه الحكيم أن يعود ويتجول في القصر مرة أخرى.
عاد الشاب وتمعن في جمال الحديقة بأزهارها الملونة وأشجارها الباسقة، وزار المكتبة ورأى مجلداتها وأُعجب باللوحات المعلقة على جدران القصر وبأثاثه الفاخر وسجاده الفارسي.
وعندما عاد الشاب للحكيم روى بالتفصيل ما رآه وأبدى إعجابه الشديد بالقصر.
فسأله الحكيم: وأين قطرتا الزيت؟!
أصيب الشاب بالحرج عندما نظر إلى الملعقة ووجدها فارغة!
ابتسم الحكيم وقال للشاب: إن سر السعادة الحقيقية أن تستمتع بحياتك وتحافظ على ما تملكه من أشياء جميلة ومهمة.
فهم الشاب قصد الحكيم وعاد إلى أهله وعاش سعيداً، يتمتع بلحظات حياته ويحافظ على التوازن بين الأشياء.
ولا شك أن مفهوم السعادة يختلف من شخص لآخر تبعاً لحاجات المرء واحتياجاته، ففي حين يربط الكثيرون السعادة بالمال، يرى الآخرون أن السعادة تكون بالأولاد أو المنصب الرفيع... الخ.
فالسعادة حالة من الإحساس الجميل تجعلنا نشعر بأن الحياة جميلة ومستقرة وخالية من المنغصات والضغوط والآلام.
ولقد دلت دراسات علماء النفس عند دراسة أسباب ومصادر السعادة، أن تحقيق السعادة ممكن وغير مستحيل لأي شخص يعيش على وجه الأرض، بشرط أن يحققها بنفسه وأن يصنعها بيديه.
فالسعادة لا تأتي إلا لمن يطلبها ويسعى إليها.
قد يكون الشعور بالسعادة قصيراً وآنياً مرتبطاً بحدث أو نجاح معين ينتهي بإنجاز الهدف، أي أنها سعادة موقتة أو لحظية، أو قد تكون نتيجة سلسلة من الانجازات والنجاحات التي تتجدد باستمرار، مما يعطي إيحاءات بالسعادة الدائمة.
إن من أنجح الطرق لتكون سعيداً وتحافظ على استمرار السعادة، هو إحراز تقدم ثابت ومطرد لأهداف كنت قد وضعتها لنفسك، لأن في وجود أهداف ذات معنى ومغزى، هو الذي يحقق السعادة وليس مجرد وضع الأهداف وإنجازها فقط.
إن المعنى الأسمى والأشمل للسعادة عندما يكون الإنسان متصالحاً مع نفسه ومحباً ومقدراً لذاته.
فيصل إلى راحة البال والشعور بالرضى، ويكون قادراً على الاستمتاع بمباهج الحياة، وهذا هو المقصود بالسعادة الحقيقية المنشودة.
ولا تنسى أن سعادتك ستتضاعف إذا جعلت من حولك يشاركونك بالسعادة، فالعلاقات الناجحة مع الآخرين تكون مصدراً لسعادتنا وتصبح بها حياتنا أفضل.
وطالما أننا جميعاً نسعى إلى تحقيق السعادة كان لا بد من أن نتبع بعض الخطوات، التي ستُسهل علينا هذه المهمة:
• يجب ألّا تنسى أن سعادتك هي ملك يديك فاصنعها لنفسك، وتحكم فيها ولا تنتظرها من الآخرين.
• يجب أن تحدد دورك في هذه الحياة، وأن تعرف ما تريد وتطمح إليه.
• رسم الخطط الواقعية لتحقيق ما تصبو إليه وتتمناه، خلال فترات زمنية كافية ومناسبة لتحقيق هذه الخطط.
• من الأخطاء الشائعة التي كثيراً ما يقع الناس فيها هو الاستعجال، إن في التحلي بالصبر الجميل وعدم استعجال النتائج يساعدنا كثيراً في تحقيق ما نرغب به.
• لا تستسلم عند ظهور العقبات، فالسعداء لا يستسلمون للظروف مهما كانت بل يستبدلون ذلك بالعمل والمثابرة.
• لا تخشى المخاطرة، ففي كل منا صوت ينصحه ويدعوه بأن يبقى في الخطوط الخلفية وألّا يتقدم نحو الأمام، وهذا عملياً كمن يضع العراقيل في طريقه نحو السعادة.
• ثق بحدسك، فالحدس كثيراً ما يساعدنا في تلمس طريق السعادة، غير أنه يتعين علينا الانصات إليه بانتباه وعدم اختلاق الاعذار والحجج، التي توحي بأن ما نصبو إليه صعب المنال أو مستحيل التحقيق.
• كن إيجابياً في تعاملك مع الآخرين، فسعادة الانسان ترتبط إلى حد كبير بعلاقاته الإنسانية لأن في إتقان فن التعامل مع الآخرين في مختلف الأوضاع والظروف، وبغض النظر عن الاختلافات والخلافات يجعلنا أقرب للسعادة.
• ابتسم وركز على الايجابيات في حياتك، فمع الابتسامة تسير الأمور بشكل أفضل وهذه قاعدة مهمة في السلوك الإيجابي الذي يحقق لنا السعادة.
• عش اللحظة الحلوة بكل تفاصيلها واعمل ما يفرحك، وركز اهتمامك بشكل عام على كل ما يجلب لك الشعور بالسعادة.
• ابحث عن التنوع في العمل والمرح لأن فيه استمرارا للحماس والتجدد والإثارة.
إن السعادة لا ترتبط بجاه ومال أو منصب، ولو كان الأمر كذلك لكان عامة الناس بؤساء وخاصتهم هم السعداء فقط.
وهذا عكس المنطق والعدل، فكم من الفقراء يعيشون حياتهم بقناعة وسعادة، وكم من الأغنياء ضيعوا السعادة بانشغالهم بالمال والمنصب، وكم من المرضى قدمت لهم السعادة والشعور بالرضا العلاج والشفاء.
لذلك نعود فنقول ان المصدر الأمثل للسعادة هو في التواصل مع الذات والآخرين بالشكل الصحيح، لنصل إلى حالة من الرضا والسلام الداخلي.
فلنبحث عن السعادة أولاً في داخلنا، يأتي بعد ذلك النجاح الخارجي ليغلفها ويزينها، ولا تنسى أن الابتسامة المرسومة على وجهك من مفاتيح السعادة، ترسلها للآخرين فترتد إليك وتغوص في أعماق قلبك فيزاد حبك للحياة، وتهون أمامك التحديات. وتذكر أن السعادة قرار.
https://www.alraimedia.com/article/865586/متفرقات/السعادة-قرار